حي " الدويقة"
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حي " الدويقة"
هل أفطر الآن ؟؟
- نعم "كريم" ولا تنسي دعاء الإفطار .
أفطر "كريم" على التمر ولم يستطع أن يمنع نفسه فشرب زجاجة المياه دفعة واحدة وحمد الله أن والدته لم تراه ، ثم أخذ يتسلل ببطئ حتى يلعب مع الأطفال بالفانوس لكن أمه لاحظته فنادت عليه
- "كريم" حبيبي أليس عليك أن تشكر الله الذي أطعمك وتؤدي فرائضه، هيا اذهب لتصلى مع والدك فى الجامع .. هيا
أجاب "كريم" فى يأس من عدم اللعب : حسناً أمي أنا ذاهب
وما إن خرج حتى تنهدت الأم وقالت : آه "كريم" اللهم اهده إلي الخير وأصرفه عن الشر
وأحفظه من كل سوء .
انتهت صلاة المغرب وقد فرغت "كريمة" من إعداد المائدة بما تيسر لهم من طعام فهم
لا يملكون ما يكفى قوت يومهم ، فقد قدر لهم أن يولدوا لآباء فقراء حرموا أنفسهم
من كل شيء حتى يربوا أبنائهم فاستطاعوا أن يُنشئوا "كريمة " على خير الخلق وحسن العبادة فكانت لهم نعم الابنة
أكملت "كريمة" دراستها الجامعية بتفوق وكان من المفترض أن تُعين معيدة بالجامعة ولكن ظفرت بهذا المنصب ابنة الدكتور فكانت هذه أولى مصاعب الطريق .
لم تستسلم حاولت مرارا وتكرارا الشكوى ولكن لمن؟؟؟
لم تجد من يسمع أنين صرخاتها فعلقت الأمل على أن تعمل بشهادتها وتفوقها في احدى الوظائف وكانت تلك ثاني المصاعب فلم تكن تملك نفوذ أو تعرف من هو ذو سلطة حتى تستطيع العمل وأيضا لم تكن تملك مالا لترشي به هذا الموظف وذاك المسئول !!!
بعد كل تلك المحاولات استسلمت فقد علمت أن من هم أمثالها لا حق لهم في عيش هانئ وظنت أن الطريق أسود والحياة لا تستحق الحياة حتى قابلت "سعيد" شعرت تجاهه شعور المحب ولكن في حياء ، لم تسمح لنفسها بل منعها خلقها أن تكلمه ولذلك أحبها "سعيد" وقرر أن يتقدم لها لكنه تذكر حاله ، فهو قد تخرج من جامعة الهندسة وأيضا لأنه من طبقة الفقراء لم يستطع سوى الظفر بإحدى الوظائف الصغيرة وبمرتب "ثلاثمائة جنيهاً" بالشهر فماذا يفعل بمثل هذا المبلغ في مثل هذا الزمن؟؟؟
هل يستطيع أن يتحمل تكاليف أسرة؟؟؟
ولكنه قرر أن يجازف سيتقدم لها ويصارحها بحقيقة مستواه المادي ولها الحق في القبول أو الرفض
أما "كريمة" وما واجهته من مصاعب أدركت أن الحب هو المتبقي في حياتها فقد صارت تمقت الأموال والماديات لذلك وافقت على الفور بالزواج منه.
[[2]]
كانت العقبة الكبرى الآن هي إيجاد شقة ، ظلا يبحثان ويبحثان وفي كل مرة يعودون خائبين الأنفس فإيجاد أصغر شقة لا يقل عن"مائتان وخمسون جنيهاً " فكيف ذلك؟؟!!! بذلك عليهما العيش دون طعام ولا شراب ولا كهرباء ولا أي نوع من الخدمات ...
وكان هناك الحل فقد عرض "والد كريمة" أن يعيشا معه في إحدى غرفتي المنزل ، لم يكن العرض بالمغري لأن منزلها كان في إحدى المناطق العشوائية في حي "الدويقة" في حضن جبل "المقطم" حيث أن المنزل من طابق واحد و به غرفتان صغيرتان ، والشوارع ضيقة ، والأجواء خانقة ، لطالما حلمت "كريمة" أن تخرج من هذا الخندق الغير آدمي و تعيش حياه هانئة لكن الزمن لا يحقق كل ما نحلم به ..
في النهاية وافقا كليهما على العيش في هذا البيت أسفا واضطرارا .
شعرت "كريمة" بالسعادة الحقيقية ولأول مرة عند زفافها و استطاعت "كريمة" بحكمتها وخلقها أن تجعل حياتها هادئة جميلة وأن تكتفي بالقليل القليل ولا تثقل على زوجها بما لا يطيق ولذلك إزداد حبها وتقديرها فى قلبه وبدوره لم يكن ليبخل عليها بما يستطيع .
مضت السنون ولكنهما لم ينجبا ابناُ يخفف عنهما ويسعدهما حتى بدأت "كريمة" تشعر بأن الدنيا شقاء وأنه قد كُتب عليها ألا تكون أماُ بل كُتب عليها أن لا تسعد فى دنياها ولكنها ظلت تثبت نفسها بإيمانها فهى تثق بعدالة "الله" وإنه أن لم يمنحها السعادة فى الدنيا فهو "سبحانه" يدخرها لها فى الآخرة ولم تمل لحظة عن الدعاء "لله" أن يرزقها الولد الصالح وحيث أن قدر "الله" لا يُعجل ولا يؤجل وإذا قال لشئ كن فيكون فقد رزقها "الله" الولد وأقر عينها بفلذة الكبد ..
لكنها عانت الكثير عند ولادته بل كادت أن تفقد حياتها مقابل أن تمنحه فرصة الحياة بعد أن رفض المشفي إدخالها لأنها لا تملك المال اللازم لأجرة الطبيب وكاد "سعيد" أن يُجن ولكن الله ستر فقام سكان الحى بتجميع المال اللازم وأنقذوا حياة الأم والجنين
بدأت "كريمة" السعى الجاهد لتُنشأه على الخلق الكريم والدين القويم حتى أكمل الآن عامه الخامس .
كان "كريم" بالنسبة لها ككوب الماء البارد في الصحراء القاحلة ، لكن الحياة هى الحياة ودوام الحال من المحال فقد أوجع قلبها وأثقل همها بل وقلوب من حولها فى حي "الدويقة" تحذيرات من أن هذا الجبل العتيق الذي ظل شامخاً فوقهما قد نخرت به وأضعفته مياه الصرف الصحي وربما ينهار في أي لحظة على رؤسهما ..
قد يظن البعض أنها فور سماع هذا الخبر لملمت شئونها وعزمت الرحيل حفاظاً على أرواحهما ولكن إلى أين ؟؟
هكذا تساءلت أفي العراء نبيت ؟؟ وفى جنح الظلام نعيش ؟؟ أليس هناك من فاعل خير ينجدنا بمأوى ولو صغير ؟؟ يومها أخذت التساؤلات تجول في عقلها وبالطبع بلا جواب وكعادتها أخذت تدعوا "الله" حتى جاء الفرج فقد بدأ المسئولون يلتفون إليهم وقامت "أبو ظبي" بالتعاون مع الحكومة "المصرية" بتمويل مشروع إنشاء مساكن لهؤلاء الفقراء المهددون وانتهى البناء وسميت بمساكن "سوزان مبارك" فمثل هذا المشروع أدخل الأمل في قلوبهم جميعا في أنهم لن يكونوا تحت رحمة هذا الجبل مرة أخرى ..
تقدم رب كل أسرة بطلب الحصول على إحدى الشقق ولكن هيهات هيهات فهذا الموظف يسلمهم لذاك الموظف , وهذا يحتاج لرشوة والمزيد المزيد من الأوراق والطلبات , وذهبوا هنا وهناك وظلوا يلهثون ويلهثون حتى رجعوا خائبين فمن بيدهم السلطة والمال قد ظفروا بها وقاموا بتأجيرها لهم بثمن قوت يومهم .
يومها رجع "سعيد" منكسر ,حزين , مهموم , قلق , لاحظت "كريمة " ذلك فسألته :ما بك ؟؟ وفي قرارة قلبها تعلم الجواب بل تتمنى ألا يُجب ..
أخبرها :لا شئ جديد .. كعادتنا كُتب علينا الذل والمهانة والحرمان من أحق حقوقنا التي وهبها لنا غيرنا ..
حاولت " كريمة " التخفيف عنه وقلبها يعتصر خوفاً يوماً بعد يوم , صارت الكوابيس بانهيار ذاك الجبل تراودها فتُقلق منامها.
وحدث ما خشي منه الناس , انهارت إحدى الكتل الصخرية العملاقة من الجبل ولكن عناية " الله " كانت لها بالمرصاد فوقعت على الطريق ولم يُصب أحد ..
يومها أخذت تبكي وتبكي واحتضنت "كريم " في خوف تحمد "الله " حيناً وتبكي خوفاً أحياناً وبالطبع لم يتحرك أحد من المسئولين وكأن شيئا لم يكن ..
[[3]]
ومرت الأيام وجاء شهر "رمضان " واجتمع أطفال الحارات لصنع الزينات وبعد محاولات جاهدة من " كريم "سمحت له أمه بالمشاركة معهم .
على الرغم مما يعانونه من آلام إلا انه بقدوم "رمضان " ترى الفرحة تعم الكبير والصغير , الحزين والسعيد , السليم والمريض,الجميع يشعر بنوع من السكينة ، يتبادلون الطعام عند الإفطار ويلتقون ليلاً لصلاة التراويح ويتيقظون فجراً للسحور.
وبعد تردد طويل قالت "كريمة" لزوجها : زوجي العزيز ... أعلم أنك حاولت بما فيه الكفاية للحصول على هذه الشقة ولكن أملى في الله كبير وربما تستيقظ ضمائر هؤلاء فى هذا الشهر الكريم .. فلتحاول مرة أخرى وليقدم الله ما فيه الخير ..
كان "سعيد" يعلم أنه لا أمل فى هذا ولا جدوى ولكن لم يشأ أن يُحزن زوجته فهو يعلم كم هى قلقة بل هو بدوره قلق فهما كل حياته ولا يتخيل لحظة أن يفقدهما بينما الكبراء يتنعمون بالزوجة والولد والمنزل والأموال .
فى اليوم الخامس قرر الذهاب والمحاولة من جديد ولما عاد "هو وكريم" من الجامع هرولت إليه "كريمة" وتساءلت : هل من أخبار سعيدة ؟؟
نظر إليها فى أنكسار وحزن من أنه لايستطيع توفير حياة آمنه لهما ، فلعنة الله على الفقر وقال: حبيبتى ... أخبرنى الموظف بكل صراحة أن لا أرهق نفسي ولا أتعلق بأمل بعيد المنال فهذه الشقق " وهم الفقراء وهناء الأغنياء" ..
أطرقت "كريمة" نظرها إلى الأرض وقالت : لا عليك زوجي الحبيب ... لا عليك ومنعتها غصة مؤلمة من التحدث أكثر فقامت بتجهيز طعام والداها ونادت : "كريم" هل لك أن تفطر مع جديك اليوم فإنهما لن يستطيعا النهوض ليتناولاه معنا ..
فتسائل "سعيد" كيف حالهما اليوم؟؟
أجابت : كما هى .. صارا لا يقويان على المشي بعد أن أجهدت الرطوبة عظامهما الرقيقة وأحاول جاهدة أن أخفف عنهم آلامهم .. ليت لى مالاً فأسكنهما بمكان صحى نظيف وآتيهما بالدواء اللازم فأوفيهما بعضا من حقوقهما علىّ..
سكت كليهما فحاولت "كريمة" التخفيف من شدة كلامها فقالت: حقاً نسيت أن أخبرك 1ذأن غدا سيتم عقد قرآن "قمر" ابنة جارتنا "حميدة" ولقد قامت بدعوتنا اليوم...
حاول "سعيد " الأبتسام وقال : حقاً !! مبارك لها ... إنهم حقا جيران طيبون ويستحقون الخير كله... أمد الله عمركِ يا أم كريم حتى ترين "كريم" يوم زفافه ..
أغمضت "كريمة" عينيها وأراخت رأسها للوراء وابتسمت : يااااااااارب.
أكملت "كريمة" إفطارها على عجل وقالت لزوجها : "سعيد"سأذهب الآن لزيارة والدتك فلم أرها منذ دخول "رمضان" وأود أن أصل رحمى فلتأذن لى ..
قال "سعيد" لكِ الإذن بالطبع وأنا سأزورهم غداً لأنى اليوم مرهق للغاية وأبغى الراحة ..
قالت "كريمة" أعانك الله ..
إلتفتت إلى "كريم" متسائلة " "كريم" هل ستأتى معى؟؟
أجاب "كريم" : أمي إسمحي لي أن أظل مع والدي لأصلي معه العشاء إبتسمت الأم وقالت : حسنا لك هذا أستودعكم "الله "مع السلامة. ذهبت "كريمة " إلى حماتها وكم أحبتها حماتها لذلك سعدت للغاية عند رؤية " كريمة " بل وأصرت أن تبيت معها الليلة وبعد محاولات عديدة وافقت "كريمة " حتى لا تكسر بقلب حماتها التي تحب رؤيتها وتأنس بها بعد أن صارت وحيدة لوفاة زوجها في حادث سيارة وبالطبع لم يأخذ الجانى ما يستحقه ولم يظفر المجنى عليه بحقه المشروع ، فهامته "كريمة" "سعيد" لتعلمه بأمر مبيتها وأخذت تملى عليه النصائح ( لا تنسى السحور ولا تسمح لكريم باللعب فى الشارع وأعتنى بأمى وأبى والمزيد والمزيد …) وفى النهاية : أستودعك "الله" زوجى الغالى وأبنى الحبيب أراكما غداً ..
قالتها وقلبها منقبض ، ربما لأنها المرة الأولى التى تنام بعيدا عنهما .. أو ربما هناك ما يقلقها لكنها حاولت تهدأت قلبها ببعض آيات من القرآن حتى غلبها النوم .
[[4]]
استيقظت "كريمة" فى العاشرة صباحاً فنهضت وسلمت على حماتها إستعداداً للرجوع لبيتها فلابد أن "سعيد" قد ذهب للعمل وترك "كريم" وحده ..
وفى الطريق وبينما تسير فى الشارع لاحظت أن الناس مجتمعه حول التلفاز فى القهاوى وكأنه حدثاً مهماً فغلبها الفضول المعرفة فذهبت لترى ما الأمر وكانت الطامة الكبرى فكان ما يعرض على الأخبار صورة مباشرة من حي "الدويقة" هنا حيث تسكن مع زوجها وولدها وأهلها .. هنا حيث من المفترض أن يظهر بيتها .. ولكن أين هو ؟؟ أين هم ؟؟ وما هذه الصخرة العظيمة التى أستقرت مكان منزلها ؟؟؟ أهى القيامة حانت ؟؟
لم تتدري بشئ سوى أنها ظلت تجري وتجري صارخة : ولدى .. زوجى.. أمى .. أبي.. حتى وصلت الى المكان ؛
لم تستطع حتى أن ترى ركام بيتها ، ظلت تبحث عنهم فى هستيرية وتنادى : أين أنتم ؟؟ أين أنتم؟؟
بدأ الناس يتجمعون متعجبين كيف إنفصلت هذه الصخرة العظيمة عن ذاك الجبل العتيق لتهبط فوق الرؤوس !!!
لمحت من بعيد أحد أصدقاء زوجها يهرول إليها وينادى عليها بعلو صوته ، لم تستطع الحركة وما إن وصل إليها حتى قال لاهثاً: أين أنتى ؟؟ أبحثى عنكِ منذ ساعة ... زوجكِ على الهاتف ..
خطفت الهاتف منه على الفور وما إن سمعت صوته حتى صرخت فى فرحة : زوجي الحبيب ... حمداً لله أنك بخير ... أين أنت وأين "كريم" وأين والداى؟؟؟
آتاها صوت "سعيد" واهن ضعيف : زوجتى الحبيبة .. أحمد الله أنكِ لم تكونى معنا .. زوجتى الغالية .. أريد إعلامكِ أنى أحبكِ وراضٍ عنكِ ولا تجزعي على الفراق فملتقانا الجنه بإذن الله حيث لا ذليل ولا مُهان ...
فتسائلت فى خوف وجزع : "سعيد".. أين أنت ؟؟ ولما تهمس بمثل هذا الكلام؟؟
أجاب فى أسف : أنا الآن أسفل الأقدام مدفون تحت الصخرة وحمداً لله أن الهاتف معي..
بدأت تهتف فى فزع : يا للهول ... ياااا للهووول ...هل مصيركم الدفن أحياء .... يا الله
ولكن فجأه انقطع الإتصال وفشلت كل محاولاتها لمعاودته ، وقفت كالمصعوقة غير مصدقة ما حدث وما صار .. أخذت تنظر الى الصخرة وكأنها وحش عملاق إلتهم أحبتها مشيرة بيدها: أليس هنا كان يسكن جارنا العجوز الطيب مع أحفاده الثمانى بعد وفاة إبنه لعجزه عن دفع ثمن دواءه ... أين هو الآن وأين أحفاده الصغار !!!
نقلت نظرها الى الجانب الآخر لبيتها فلاحظت حطام ثلاجه فصرخت : يا إلهى ... هذا جهاز إبنة جارتى قد صار تحت التراب .. فأين هما الآن؟؟ ما ذنبهاأن تُلقى حتفها عروس دون أن تحيا مستقبلها ؟؟
تطلعت إلي ما كان منزلاً أمامهما فهتفت : أليس هنا يسكن هذا الشاب السئ الخلق الذى لطالما تناسي العبادة وتفرغ لإيذاء أهل بيته ومنطقته الآن أرجوا الله أن يتغمده برحمته .. ألم يكن ليعلم أن ما ينقذه فى مثل هذا الوقت عمل صالح ودعوة طيبة ؟!! ألم يكن يعلم بأن الموت يأتى فجأه من تحت الأرجل ومن فوق الرؤوس؟!!
ثم أخذت تتلفت حولهاوتصرخ : كيف لنا رفع هذه الصخرة ؟ .. إلهى .. أما من منجد ؟.. أين المسئولين ؟.. أين المنقذين؟.. الوقت يمر والأرواح تتصاعد .. لابد أن ولدى فى أمس الحاجة لحضنى كى يهدأ خوفه فأى ذنب إقترفه؟..
هل يعقل أن أقف فوق ولدى وأهلى ولا أستطيع رؤياه!!!!!!!!!!!!!!
لماذا لم تعطونا حقوقنا فى هذه الشقق فربما لم أكن لأفقدهم بهذه الطريقة .....
حاول الناس تهدأتها ولكنها أكملت نحيبها : أيها النااااااس ... أيها العاااااالم ... هل روح الأنسان أصبحت أرخص من أرخص شئ... هل كرامة الأنسان بما معه من أموال ..... الي متى سنظل أحقر الناس وأهونهم شئناُ ....ألم يكن يعلم المسئولون بأن هذه الكارثة ستحدث فلماذا لم يمنعوها .......لماذا لم يسااااااااااعدونا ...
تبت يد كل مسئول وكل ظالم وكل مرتشي وكل من هضم حقوقنا وقتل أهلنا وأزهق أرواحنا ... تبت يدهم وأنتقم الله منهم
لتسقط "كريمة"مغشي عليها بعد أن تأكدت بأن هذه الحياة ليست هى الأخرى من حقهم .
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
مضت الساعات وأنقضى اليوم وهم لا يزالون يناقشون كيفية إزالة الصخور و إنتشال هؤلاء الأبطال وليسوا مساكين .. نعم هم ضحية الفساد وبالطبع لم يضعوا فى الأعتبار أن كل ثانية تمر تصعد فيها روح الى بارئها فهو بالتأكيد أرحم عليهم من الأم برضيعها تناسوا أنهم الآن يقبعون تحت الأرض فى ظلام دامس يتشوقون لشربة ماء تطفئ ظمأهم...
ربما هم الآن يسمعون أصواتكم من فوق الأرض ولكن للأسف لا يستطيعون إيصال أصواتهم ...
فإلى متى؟!.......
- نعم "كريم" ولا تنسي دعاء الإفطار .
أفطر "كريم" على التمر ولم يستطع أن يمنع نفسه فشرب زجاجة المياه دفعة واحدة وحمد الله أن والدته لم تراه ، ثم أخذ يتسلل ببطئ حتى يلعب مع الأطفال بالفانوس لكن أمه لاحظته فنادت عليه
- "كريم" حبيبي أليس عليك أن تشكر الله الذي أطعمك وتؤدي فرائضه، هيا اذهب لتصلى مع والدك فى الجامع .. هيا
أجاب "كريم" فى يأس من عدم اللعب : حسناً أمي أنا ذاهب
وما إن خرج حتى تنهدت الأم وقالت : آه "كريم" اللهم اهده إلي الخير وأصرفه عن الشر
وأحفظه من كل سوء .
انتهت صلاة المغرب وقد فرغت "كريمة" من إعداد المائدة بما تيسر لهم من طعام فهم
لا يملكون ما يكفى قوت يومهم ، فقد قدر لهم أن يولدوا لآباء فقراء حرموا أنفسهم
من كل شيء حتى يربوا أبنائهم فاستطاعوا أن يُنشئوا "كريمة " على خير الخلق وحسن العبادة فكانت لهم نعم الابنة
أكملت "كريمة" دراستها الجامعية بتفوق وكان من المفترض أن تُعين معيدة بالجامعة ولكن ظفرت بهذا المنصب ابنة الدكتور فكانت هذه أولى مصاعب الطريق .
لم تستسلم حاولت مرارا وتكرارا الشكوى ولكن لمن؟؟؟
لم تجد من يسمع أنين صرخاتها فعلقت الأمل على أن تعمل بشهادتها وتفوقها في احدى الوظائف وكانت تلك ثاني المصاعب فلم تكن تملك نفوذ أو تعرف من هو ذو سلطة حتى تستطيع العمل وأيضا لم تكن تملك مالا لترشي به هذا الموظف وذاك المسئول !!!
بعد كل تلك المحاولات استسلمت فقد علمت أن من هم أمثالها لا حق لهم في عيش هانئ وظنت أن الطريق أسود والحياة لا تستحق الحياة حتى قابلت "سعيد" شعرت تجاهه شعور المحب ولكن في حياء ، لم تسمح لنفسها بل منعها خلقها أن تكلمه ولذلك أحبها "سعيد" وقرر أن يتقدم لها لكنه تذكر حاله ، فهو قد تخرج من جامعة الهندسة وأيضا لأنه من طبقة الفقراء لم يستطع سوى الظفر بإحدى الوظائف الصغيرة وبمرتب "ثلاثمائة جنيهاً" بالشهر فماذا يفعل بمثل هذا المبلغ في مثل هذا الزمن؟؟؟
هل يستطيع أن يتحمل تكاليف أسرة؟؟؟
ولكنه قرر أن يجازف سيتقدم لها ويصارحها بحقيقة مستواه المادي ولها الحق في القبول أو الرفض
أما "كريمة" وما واجهته من مصاعب أدركت أن الحب هو المتبقي في حياتها فقد صارت تمقت الأموال والماديات لذلك وافقت على الفور بالزواج منه.
[[2]]
كانت العقبة الكبرى الآن هي إيجاد شقة ، ظلا يبحثان ويبحثان وفي كل مرة يعودون خائبين الأنفس فإيجاد أصغر شقة لا يقل عن"مائتان وخمسون جنيهاً " فكيف ذلك؟؟!!! بذلك عليهما العيش دون طعام ولا شراب ولا كهرباء ولا أي نوع من الخدمات ...
وكان هناك الحل فقد عرض "والد كريمة" أن يعيشا معه في إحدى غرفتي المنزل ، لم يكن العرض بالمغري لأن منزلها كان في إحدى المناطق العشوائية في حي "الدويقة" في حضن جبل "المقطم" حيث أن المنزل من طابق واحد و به غرفتان صغيرتان ، والشوارع ضيقة ، والأجواء خانقة ، لطالما حلمت "كريمة" أن تخرج من هذا الخندق الغير آدمي و تعيش حياه هانئة لكن الزمن لا يحقق كل ما نحلم به ..
في النهاية وافقا كليهما على العيش في هذا البيت أسفا واضطرارا .
شعرت "كريمة" بالسعادة الحقيقية ولأول مرة عند زفافها و استطاعت "كريمة" بحكمتها وخلقها أن تجعل حياتها هادئة جميلة وأن تكتفي بالقليل القليل ولا تثقل على زوجها بما لا يطيق ولذلك إزداد حبها وتقديرها فى قلبه وبدوره لم يكن ليبخل عليها بما يستطيع .
مضت السنون ولكنهما لم ينجبا ابناُ يخفف عنهما ويسعدهما حتى بدأت "كريمة" تشعر بأن الدنيا شقاء وأنه قد كُتب عليها ألا تكون أماُ بل كُتب عليها أن لا تسعد فى دنياها ولكنها ظلت تثبت نفسها بإيمانها فهى تثق بعدالة "الله" وإنه أن لم يمنحها السعادة فى الدنيا فهو "سبحانه" يدخرها لها فى الآخرة ولم تمل لحظة عن الدعاء "لله" أن يرزقها الولد الصالح وحيث أن قدر "الله" لا يُعجل ولا يؤجل وإذا قال لشئ كن فيكون فقد رزقها "الله" الولد وأقر عينها بفلذة الكبد ..
لكنها عانت الكثير عند ولادته بل كادت أن تفقد حياتها مقابل أن تمنحه فرصة الحياة بعد أن رفض المشفي إدخالها لأنها لا تملك المال اللازم لأجرة الطبيب وكاد "سعيد" أن يُجن ولكن الله ستر فقام سكان الحى بتجميع المال اللازم وأنقذوا حياة الأم والجنين
بدأت "كريمة" السعى الجاهد لتُنشأه على الخلق الكريم والدين القويم حتى أكمل الآن عامه الخامس .
كان "كريم" بالنسبة لها ككوب الماء البارد في الصحراء القاحلة ، لكن الحياة هى الحياة ودوام الحال من المحال فقد أوجع قلبها وأثقل همها بل وقلوب من حولها فى حي "الدويقة" تحذيرات من أن هذا الجبل العتيق الذي ظل شامخاً فوقهما قد نخرت به وأضعفته مياه الصرف الصحي وربما ينهار في أي لحظة على رؤسهما ..
قد يظن البعض أنها فور سماع هذا الخبر لملمت شئونها وعزمت الرحيل حفاظاً على أرواحهما ولكن إلى أين ؟؟
هكذا تساءلت أفي العراء نبيت ؟؟ وفى جنح الظلام نعيش ؟؟ أليس هناك من فاعل خير ينجدنا بمأوى ولو صغير ؟؟ يومها أخذت التساؤلات تجول في عقلها وبالطبع بلا جواب وكعادتها أخذت تدعوا "الله" حتى جاء الفرج فقد بدأ المسئولون يلتفون إليهم وقامت "أبو ظبي" بالتعاون مع الحكومة "المصرية" بتمويل مشروع إنشاء مساكن لهؤلاء الفقراء المهددون وانتهى البناء وسميت بمساكن "سوزان مبارك" فمثل هذا المشروع أدخل الأمل في قلوبهم جميعا في أنهم لن يكونوا تحت رحمة هذا الجبل مرة أخرى ..
تقدم رب كل أسرة بطلب الحصول على إحدى الشقق ولكن هيهات هيهات فهذا الموظف يسلمهم لذاك الموظف , وهذا يحتاج لرشوة والمزيد المزيد من الأوراق والطلبات , وذهبوا هنا وهناك وظلوا يلهثون ويلهثون حتى رجعوا خائبين فمن بيدهم السلطة والمال قد ظفروا بها وقاموا بتأجيرها لهم بثمن قوت يومهم .
يومها رجع "سعيد" منكسر ,حزين , مهموم , قلق , لاحظت "كريمة " ذلك فسألته :ما بك ؟؟ وفي قرارة قلبها تعلم الجواب بل تتمنى ألا يُجب ..
أخبرها :لا شئ جديد .. كعادتنا كُتب علينا الذل والمهانة والحرمان من أحق حقوقنا التي وهبها لنا غيرنا ..
حاولت " كريمة " التخفيف عنه وقلبها يعتصر خوفاً يوماً بعد يوم , صارت الكوابيس بانهيار ذاك الجبل تراودها فتُقلق منامها.
وحدث ما خشي منه الناس , انهارت إحدى الكتل الصخرية العملاقة من الجبل ولكن عناية " الله " كانت لها بالمرصاد فوقعت على الطريق ولم يُصب أحد ..
يومها أخذت تبكي وتبكي واحتضنت "كريم " في خوف تحمد "الله " حيناً وتبكي خوفاً أحياناً وبالطبع لم يتحرك أحد من المسئولين وكأن شيئا لم يكن ..
[[3]]
ومرت الأيام وجاء شهر "رمضان " واجتمع أطفال الحارات لصنع الزينات وبعد محاولات جاهدة من " كريم "سمحت له أمه بالمشاركة معهم .
على الرغم مما يعانونه من آلام إلا انه بقدوم "رمضان " ترى الفرحة تعم الكبير والصغير , الحزين والسعيد , السليم والمريض,الجميع يشعر بنوع من السكينة ، يتبادلون الطعام عند الإفطار ويلتقون ليلاً لصلاة التراويح ويتيقظون فجراً للسحور.
وبعد تردد طويل قالت "كريمة" لزوجها : زوجي العزيز ... أعلم أنك حاولت بما فيه الكفاية للحصول على هذه الشقة ولكن أملى في الله كبير وربما تستيقظ ضمائر هؤلاء فى هذا الشهر الكريم .. فلتحاول مرة أخرى وليقدم الله ما فيه الخير ..
كان "سعيد" يعلم أنه لا أمل فى هذا ولا جدوى ولكن لم يشأ أن يُحزن زوجته فهو يعلم كم هى قلقة بل هو بدوره قلق فهما كل حياته ولا يتخيل لحظة أن يفقدهما بينما الكبراء يتنعمون بالزوجة والولد والمنزل والأموال .
فى اليوم الخامس قرر الذهاب والمحاولة من جديد ولما عاد "هو وكريم" من الجامع هرولت إليه "كريمة" وتساءلت : هل من أخبار سعيدة ؟؟
نظر إليها فى أنكسار وحزن من أنه لايستطيع توفير حياة آمنه لهما ، فلعنة الله على الفقر وقال: حبيبتى ... أخبرنى الموظف بكل صراحة أن لا أرهق نفسي ولا أتعلق بأمل بعيد المنال فهذه الشقق " وهم الفقراء وهناء الأغنياء" ..
أطرقت "كريمة" نظرها إلى الأرض وقالت : لا عليك زوجي الحبيب ... لا عليك ومنعتها غصة مؤلمة من التحدث أكثر فقامت بتجهيز طعام والداها ونادت : "كريم" هل لك أن تفطر مع جديك اليوم فإنهما لن يستطيعا النهوض ليتناولاه معنا ..
فتسائل "سعيد" كيف حالهما اليوم؟؟
أجابت : كما هى .. صارا لا يقويان على المشي بعد أن أجهدت الرطوبة عظامهما الرقيقة وأحاول جاهدة أن أخفف عنهم آلامهم .. ليت لى مالاً فأسكنهما بمكان صحى نظيف وآتيهما بالدواء اللازم فأوفيهما بعضا من حقوقهما علىّ..
سكت كليهما فحاولت "كريمة" التخفيف من شدة كلامها فقالت: حقاً نسيت أن أخبرك 1ذأن غدا سيتم عقد قرآن "قمر" ابنة جارتنا "حميدة" ولقد قامت بدعوتنا اليوم...
حاول "سعيد " الأبتسام وقال : حقاً !! مبارك لها ... إنهم حقا جيران طيبون ويستحقون الخير كله... أمد الله عمركِ يا أم كريم حتى ترين "كريم" يوم زفافه ..
أغمضت "كريمة" عينيها وأراخت رأسها للوراء وابتسمت : يااااااااارب.
أكملت "كريمة" إفطارها على عجل وقالت لزوجها : "سعيد"سأذهب الآن لزيارة والدتك فلم أرها منذ دخول "رمضان" وأود أن أصل رحمى فلتأذن لى ..
قال "سعيد" لكِ الإذن بالطبع وأنا سأزورهم غداً لأنى اليوم مرهق للغاية وأبغى الراحة ..
قالت "كريمة" أعانك الله ..
إلتفتت إلى "كريم" متسائلة " "كريم" هل ستأتى معى؟؟
أجاب "كريم" : أمي إسمحي لي أن أظل مع والدي لأصلي معه العشاء إبتسمت الأم وقالت : حسنا لك هذا أستودعكم "الله "مع السلامة. ذهبت "كريمة " إلى حماتها وكم أحبتها حماتها لذلك سعدت للغاية عند رؤية " كريمة " بل وأصرت أن تبيت معها الليلة وبعد محاولات عديدة وافقت "كريمة " حتى لا تكسر بقلب حماتها التي تحب رؤيتها وتأنس بها بعد أن صارت وحيدة لوفاة زوجها في حادث سيارة وبالطبع لم يأخذ الجانى ما يستحقه ولم يظفر المجنى عليه بحقه المشروع ، فهامته "كريمة" "سعيد" لتعلمه بأمر مبيتها وأخذت تملى عليه النصائح ( لا تنسى السحور ولا تسمح لكريم باللعب فى الشارع وأعتنى بأمى وأبى والمزيد والمزيد …) وفى النهاية : أستودعك "الله" زوجى الغالى وأبنى الحبيب أراكما غداً ..
قالتها وقلبها منقبض ، ربما لأنها المرة الأولى التى تنام بعيدا عنهما .. أو ربما هناك ما يقلقها لكنها حاولت تهدأت قلبها ببعض آيات من القرآن حتى غلبها النوم .
[[4]]
استيقظت "كريمة" فى العاشرة صباحاً فنهضت وسلمت على حماتها إستعداداً للرجوع لبيتها فلابد أن "سعيد" قد ذهب للعمل وترك "كريم" وحده ..
وفى الطريق وبينما تسير فى الشارع لاحظت أن الناس مجتمعه حول التلفاز فى القهاوى وكأنه حدثاً مهماً فغلبها الفضول المعرفة فذهبت لترى ما الأمر وكانت الطامة الكبرى فكان ما يعرض على الأخبار صورة مباشرة من حي "الدويقة" هنا حيث تسكن مع زوجها وولدها وأهلها .. هنا حيث من المفترض أن يظهر بيتها .. ولكن أين هو ؟؟ أين هم ؟؟ وما هذه الصخرة العظيمة التى أستقرت مكان منزلها ؟؟؟ أهى القيامة حانت ؟؟
لم تتدري بشئ سوى أنها ظلت تجري وتجري صارخة : ولدى .. زوجى.. أمى .. أبي.. حتى وصلت الى المكان ؛
لم تستطع حتى أن ترى ركام بيتها ، ظلت تبحث عنهم فى هستيرية وتنادى : أين أنتم ؟؟ أين أنتم؟؟
بدأ الناس يتجمعون متعجبين كيف إنفصلت هذه الصخرة العظيمة عن ذاك الجبل العتيق لتهبط فوق الرؤوس !!!
لمحت من بعيد أحد أصدقاء زوجها يهرول إليها وينادى عليها بعلو صوته ، لم تستطع الحركة وما إن وصل إليها حتى قال لاهثاً: أين أنتى ؟؟ أبحثى عنكِ منذ ساعة ... زوجكِ على الهاتف ..
خطفت الهاتف منه على الفور وما إن سمعت صوته حتى صرخت فى فرحة : زوجي الحبيب ... حمداً لله أنك بخير ... أين أنت وأين "كريم" وأين والداى؟؟؟
آتاها صوت "سعيد" واهن ضعيف : زوجتى الحبيبة .. أحمد الله أنكِ لم تكونى معنا .. زوجتى الغالية .. أريد إعلامكِ أنى أحبكِ وراضٍ عنكِ ولا تجزعي على الفراق فملتقانا الجنه بإذن الله حيث لا ذليل ولا مُهان ...
فتسائلت فى خوف وجزع : "سعيد".. أين أنت ؟؟ ولما تهمس بمثل هذا الكلام؟؟
أجاب فى أسف : أنا الآن أسفل الأقدام مدفون تحت الصخرة وحمداً لله أن الهاتف معي..
بدأت تهتف فى فزع : يا للهول ... ياااا للهووول ...هل مصيركم الدفن أحياء .... يا الله
ولكن فجأه انقطع الإتصال وفشلت كل محاولاتها لمعاودته ، وقفت كالمصعوقة غير مصدقة ما حدث وما صار .. أخذت تنظر الى الصخرة وكأنها وحش عملاق إلتهم أحبتها مشيرة بيدها: أليس هنا كان يسكن جارنا العجوز الطيب مع أحفاده الثمانى بعد وفاة إبنه لعجزه عن دفع ثمن دواءه ... أين هو الآن وأين أحفاده الصغار !!!
نقلت نظرها الى الجانب الآخر لبيتها فلاحظت حطام ثلاجه فصرخت : يا إلهى ... هذا جهاز إبنة جارتى قد صار تحت التراب .. فأين هما الآن؟؟ ما ذنبهاأن تُلقى حتفها عروس دون أن تحيا مستقبلها ؟؟
تطلعت إلي ما كان منزلاً أمامهما فهتفت : أليس هنا يسكن هذا الشاب السئ الخلق الذى لطالما تناسي العبادة وتفرغ لإيذاء أهل بيته ومنطقته الآن أرجوا الله أن يتغمده برحمته .. ألم يكن ليعلم أن ما ينقذه فى مثل هذا الوقت عمل صالح ودعوة طيبة ؟!! ألم يكن يعلم بأن الموت يأتى فجأه من تحت الأرجل ومن فوق الرؤوس؟!!
ثم أخذت تتلفت حولهاوتصرخ : كيف لنا رفع هذه الصخرة ؟ .. إلهى .. أما من منجد ؟.. أين المسئولين ؟.. أين المنقذين؟.. الوقت يمر والأرواح تتصاعد .. لابد أن ولدى فى أمس الحاجة لحضنى كى يهدأ خوفه فأى ذنب إقترفه؟..
هل يعقل أن أقف فوق ولدى وأهلى ولا أستطيع رؤياه!!!!!!!!!!!!!!
لماذا لم تعطونا حقوقنا فى هذه الشقق فربما لم أكن لأفقدهم بهذه الطريقة .....
حاول الناس تهدأتها ولكنها أكملت نحيبها : أيها النااااااس ... أيها العاااااالم ... هل روح الأنسان أصبحت أرخص من أرخص شئ... هل كرامة الأنسان بما معه من أموال ..... الي متى سنظل أحقر الناس وأهونهم شئناُ ....ألم يكن يعلم المسئولون بأن هذه الكارثة ستحدث فلماذا لم يمنعوها .......لماذا لم يسااااااااااعدونا ...
تبت يد كل مسئول وكل ظالم وكل مرتشي وكل من هضم حقوقنا وقتل أهلنا وأزهق أرواحنا ... تبت يدهم وأنتقم الله منهم
لتسقط "كريمة"مغشي عليها بعد أن تأكدت بأن هذه الحياة ليست هى الأخرى من حقهم .
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
مضت الساعات وأنقضى اليوم وهم لا يزالون يناقشون كيفية إزالة الصخور و إنتشال هؤلاء الأبطال وليسوا مساكين .. نعم هم ضحية الفساد وبالطبع لم يضعوا فى الأعتبار أن كل ثانية تمر تصعد فيها روح الى بارئها فهو بالتأكيد أرحم عليهم من الأم برضيعها تناسوا أنهم الآن يقبعون تحت الأرض فى ظلام دامس يتشوقون لشربة ماء تطفئ ظمأهم...
ربما هم الآن يسمعون أصواتكم من فوق الأرض ولكن للأسف لا يستطيعون إيصال أصواتهم ...
فإلى متى؟!.......
فرشي التراب- lev 1
- عدد الرسائل : 15
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
رد: حي " الدويقة"
السلام عليكم
أصدقائي الأحباب
أنا آسفه حقا لنشر مثل تلك المأساه فى هذا الشهر الكريم
ولكن للأسف فهى حدثت فى هذ الشهر
6رمضان1429 - 6سبتمبر2008
هذا التاريخ المؤلم لابد أن يُسجل ذكرى فى نفوس جميع المصرين بل جميع العرب والمسلمين
لا أستطيع أن أقول فلتستمتعوا بالعمل
لكنها الحياة......
تحياتى ودمتم سالمين
soma
أصدقائي الأحباب
أنا آسفه حقا لنشر مثل تلك المأساه فى هذا الشهر الكريم
ولكن للأسف فهى حدثت فى هذ الشهر
6رمضان1429 - 6سبتمبر2008
هذا التاريخ المؤلم لابد أن يُسجل ذكرى فى نفوس جميع المصرين بل جميع العرب والمسلمين
لا أستطيع أن أقول فلتستمتعوا بالعمل
لكنها الحياة......
تحياتى ودمتم سالمين
soma
فرشي التراب- lev 1
- عدد الرسائل : 15
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
رد: حي " الدويقة"
ازيك يا سوما ؟؟
ايه الغيبة الطويلة دي؟؟؟
لعله خير اوعلى يكون في حاجة؟؟؟
وبالمناسبة قصة روعة بصراحة وانا فضلت اعيط واعيط
شكرا ليكي
ايه الغيبة الطويلة دي؟؟؟
لعله خير اوعلى يكون في حاجة؟؟؟
وبالمناسبة قصة روعة بصراحة وانا فضلت اعيط واعيط
شكرا ليكي
new teeth- lev 4
- عدد الرسائل : 844
العمر : 105
تاريخ التسجيل : 30/07/2008
رد: حي " الدويقة"
حمدلله ع السلامة يا سومة
فعلا انا شفت الخبرده
ودي حالة من مئات الحالات
لاحول ولا قوة الا بالله
ربنا يصبرهم ويعوضهم خير
(اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
فعلا انا شفت الخبرده
ودي حالة من مئات الحالات
لاحول ولا قوة الا بالله
ربنا يصبرهم ويعوضهم خير
(اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: حي " الدويقة"
حمد الله على سلامتك يا سوما
اوعى تغيبى عننا كدا تانى
twolights- observer
- عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
رد: حي " الدويقة"
السلام عليكم
الأعضاء الكرام
نيو تيث
أمالجم
تو لايتس
سوبر
الله يسلمكم جميعا
وكل عام وأنتم بخير
تحياتى
soma
الأعضاء الكرام
نيو تيث
أمالجم
تو لايتس
سوبر
الله يسلمكم جميعا
وكل عام وأنتم بخير
تحياتى
soma
فرشي التراب- lev 1
- عدد الرسائل : 15
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى