...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
عالم الجاسوسية بما له من إثارة و أسرار ....
فإنه عالم الغموض من الطراز الأول .
و لم يشهد العالم الحديث كله فترة ، ألتهبت بها حرب الجاسوسية مثل الحرب العالمية الثانية بالرغم لما كان للحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الأتحاد السوفيتى من ملفات استخباراتية ؛ إلا أنها كانت حرب بين قوتين و مهما كان لهذا الجزء من ملفات فى تاريخ الاستخبارات العالمية إلا أن الحرب العالمية كانت حرب عقول و قوى ....
لم تتوقف الحرب على قوة الجيوش و تجهيزاتها العسكرية فقط ... بل كان لحرب العقول دور أساسى لقلب موازين تلك الحرب ، مما غير وجه العالم للأبـــــــــــــــــــــــــد ،،،،
أشعلت الحرب العالمية العالم بأجمعه و راح الملايين ضحيتها .....
و لكن قليلين هم من يدركون أنه على الرغم من حروبها ومعاركها ، قد أنحسمت بصراع آخر ، لم يشعر به أحد أيامها ....
صراع المخابرات ......
الجواسيس ......
و قاهرو الجواسيس .......
الجاســــــــــــــوس ....
ستكون سلسلة من أقوى القصص الأستخباراتية العالمية ....
تابعوهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
فإنه عالم الغموض من الطراز الأول .
و لم يشهد العالم الحديث كله فترة ، ألتهبت بها حرب الجاسوسية مثل الحرب العالمية الثانية بالرغم لما كان للحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الأتحاد السوفيتى من ملفات استخباراتية ؛ إلا أنها كانت حرب بين قوتين و مهما كان لهذا الجزء من ملفات فى تاريخ الاستخبارات العالمية إلا أن الحرب العالمية كانت حرب عقول و قوى ....
لم تتوقف الحرب على قوة الجيوش و تجهيزاتها العسكرية فقط ... بل كان لحرب العقول دور أساسى لقلب موازين تلك الحرب ، مما غير وجه العالم للأبـــــــــــــــــــــــــد ،،،،
أشعلت الحرب العالمية العالم بأجمعه و راح الملايين ضحيتها .....
و لكن قليلين هم من يدركون أنه على الرغم من حروبها ومعاركها ، قد أنحسمت بصراع آخر ، لم يشعر به أحد أيامها ....
صراع المخابرات ......
الجواسيس ......
و قاهرو الجواسيس .......
الجاســــــــــــــوس ....
ستكون سلسلة من أقوى القصص الأستخباراتية العالمية ....
تابعوهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
:roll: :roll:
هنتــــــــــــــــــــــابع ان شاء الله
هنتــــــــــــــــــــــابع ان شاء الله
twolights- observer
- عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
الحلقة الأولى ( الجاسوس الميت )
من عمليات المكتب السادس ( الاستخبارات البريطانية )
الماجور (ويليام مارتين) قد حصل فى تاريخ المخابرات ، على مكانه متميزة للغاية ، لا يمكن أن ينافسه فيها أحد .....
هذا لأن الماجور (مارتين) قد بدأ عملية المخابرات البريطانية و هو ... ميت ...
نعم ....أنت لم تخطئ قراءة الكلمة !!!
لقد كان بالفعل ميتاً ، عندما بدأ مهمته ...
وعندما نجح فيها ...
البدايــــــــــــــــــة ،،
فى خريف 19425 م ، عندما قرر الحلفاء أن يكون هدفهم التالى هو أحتلال جزيرة صقلية كقاعدة أنطلاق إلى قلب أوروبا .
كان الهدف أستراتيجى و هام للغايةلأن النصر الأعلامى فى هذه الفتره الحرجة كان الأهم لما تطلقه أبواق الدعاية الخاصة بهتلر .... مما تطلب عملاً شاقاً و مبتكراً ...
فكــرة مجنونة .... نواة واحدة من أمكر العمليات الاستخباراتية ،،،
" ماذا لو ألقينا جثة لأحد الضباط البريطانيين ، بحيث تظهر على شواطئ أسبانيا ، حاملة وثائق التى تُوحى بأننا نستهدف سردينيا ، و ليس صقلية ؟! "
بدت الفكرة مجنونة إلا أنها بمناقشتها ... بدأت تبدو خطة ناجحة و رضا الجميع عنها با أعتبرت أفضل ما تم أقتراحه و مع نهاية الاجتماع ، صدر القرار بالتنفيذ .... و بأقصى سرعة ممكنة ....
التنفيـــــــــــــــــــــــــــذ ،،،
بدأت العملية بالبحث عن جثة .. و كانت العقبة تتمثل فى وجوب أن تكون الجثة فى حوالى الثلاثين لشاب رياضى مات بسبب أمتلاء رئتيه بالماء.. حيث أن الغريق لابد أن تمتلئ رئتيه بالماء - مما يسبب الوفاة -.
و بمعاونة قسم مختص به عدد من الأطباء ...بدأ البحث .. و عثروا عللى بُغيتهم .
شاب رياضى فى الثلاثين توفى أثر أصابته بالتهاب رئوى حــاد مما أدى إلى أرتشاح فى الرئة ...و كان ذلك كافياً لخداع الطب الشرعى فى ذلك الوقت ..
بدأت عمليات الاتصال فوراً بأسرة المتوفى .. ألتقى بهم مندوب المخابرات سراً ليطلب منهم النازل عن جثة أبنهم، و كل ماقاله المندوب رداً على أى أسئلة ، بمنتهى الحزم ، بأن ذلك لصالح الوطن فى حربها ضد النازية ..
و كان هذا يكفى ؛ ليمنحه الجميع موافقتهم ، بشرط واحد فقط ...
ألا يتم ذكر اسم ابنهم الحقيقى أبداً ...
و لهذا حملت الجثة منذ تلك اللحظة اسم الماجور (ويليام مارتين) ، حتى اليوم ،
كانت الوثائق هى الخطوة التالية و الأستراتيجية .. للإيحاء بأن الجثة حقيقية ..
ففى البداية كان ينبغى عمـل بطاقة هوية حقيقية للماجور ، و تم لذلك ألتقاط أكثر من مائتى صورة لوجه صاحب الجثة و لكن جاءت النتائج مخيبة على الرغم مما فعله خبراء المكياج و التنكر ..
و لهذا بدأ البحث عن صورة تشبه الماجور .. و بالفعل وجد الرجال صوره لمجند بحرى تشبه لحد كبير وجه الماجور (مارتين) و بكثير من ابراعة تحولت لصورة الماجور التى حوتها هويته العسكرية ..
و وضع فى الحافظة كشف لحساب بنكى يوضح بأن حسابه مكشوف بمبلغ 80 جنيه دليلا على طبيعته المبذرة ..
و لأن شباب الضباط كان لهم الكثير من العلاقات العاطفية ، فقد صنعت المخابرات صديقة وهمية جذابة ؛ منحوها أسم (بـــام) و وضعوا صورة لها فى حافظته و عليها أهداء رومانسى ، كما وضعوا رسالتين بجيبه تم فتحهما وطيهما مرات عدة حتى توحى بأنه قد قرأهما مرات عدة ، كما وضعوا فى جيبه فاتورة بمبلغ خمسة عشر جنيهاً ، لشــراء خاتم الخطبة من محلات (بيرل) و تذاكر أتوبيس مستعملة ، و بعض المفاتيح فى سلسلة بسيطة حُفر عليها أسمه و نصفى بطاقتى مسرح ، تحملان تاريخ 20 أبريل للإيحاء بأنه أصطحب خطيبته إلى هناك ..
و فى النهاية وضعوا فى يد الجاسوس ساعة (أوميجا) لتناسب دخله و عمره و طبيعته المبذرة ...
ثم أضافوا إلى كل هذا رسالة من رئيس الأركان إلى الجنرال (ألكسندر)قائد الجيش الثامن عشر الأفريقى تحوى الأسباب شبه الرسمية ، التى تحول دون حصول (ألكسندر) على الموافقة على خطة أقترحها و بدون أشارة صريحة أشار إلى خطة تتعلق بغزو صقلية ..
بجانب مذكرة للأميرال السير (كوبنجهام) ، القائد الأعلى فى البحر المتوسط من اللور (لويس مونتنباتن) لشرح مهمةالماجور (مارتين) و فة نهاية الأشارة تمنى عودة الماجور إلى سردينيا لرغبتهم الشديدة فى الحصول عليه - كنوع من شفرة لتوجيه الغزو ل سردينيا ...
على الجانب الآخـــــــــــر ،،
فى السادسة مساءاً من يوم 19 أبريل 1943 تحركت الغواصة (ســـارف) حاملة الماجور(ويليام مارتين) ، داخل تابوت ممتلئ بالثلج ..
استغرقت الرحلة عشرة أيام للاقتراب للشواطئ الاسبانية دون أن يشتبه بها العدو ... فوصلت إلى هدفها على بعد كيلو متر و نصف من الشاطئ ..
و فى الرابعة و النصف يوم 29 أبريل أٌخرج التابوت إلى سطح الغواصة و تم إلباس الجثة سترة نجاة خاصة بالطائرات تحمل أسم (مــارى ويست) للايحاء بسقوط طائرة ما ..
و فى صباح اليوم التالى وجد الجثة صياد أسبانى ، و تم إبلاغ السلطات الأسبانية لتشريح الجثة و تحديد سبب الوفــــاة ..
و فى سرية تامة تم تسريب الخبر إلى الألمان ، الذين أسرعوا لفحص الجثة نظراً للزى العسكرى ....
ماذا حدث للماجور (ويليام مارتين) ؟؟
هل أنطلت الخدعة على خبراء الجبستابو ؟؟
أقــــــــــــــــــــــــــــرأوا العــــــــــدد القــــــادم
الماجور (ويليام مارتين) قد حصل فى تاريخ المخابرات ، على مكانه متميزة للغاية ، لا يمكن أن ينافسه فيها أحد .....
هذا لأن الماجور (مارتين) قد بدأ عملية المخابرات البريطانية و هو ... ميت ...
نعم ....أنت لم تخطئ قراءة الكلمة !!!
لقد كان بالفعل ميتاً ، عندما بدأ مهمته ...
وعندما نجح فيها ...
البدايــــــــــــــــــة ،،
فى خريف 19425 م ، عندما قرر الحلفاء أن يكون هدفهم التالى هو أحتلال جزيرة صقلية كقاعدة أنطلاق إلى قلب أوروبا .
كان الهدف أستراتيجى و هام للغايةلأن النصر الأعلامى فى هذه الفتره الحرجة كان الأهم لما تطلقه أبواق الدعاية الخاصة بهتلر .... مما تطلب عملاً شاقاً و مبتكراً ...
فكــرة مجنونة .... نواة واحدة من أمكر العمليات الاستخباراتية ،،،
" ماذا لو ألقينا جثة لأحد الضباط البريطانيين ، بحيث تظهر على شواطئ أسبانيا ، حاملة وثائق التى تُوحى بأننا نستهدف سردينيا ، و ليس صقلية ؟! "
بدت الفكرة مجنونة إلا أنها بمناقشتها ... بدأت تبدو خطة ناجحة و رضا الجميع عنها با أعتبرت أفضل ما تم أقتراحه و مع نهاية الاجتماع ، صدر القرار بالتنفيذ .... و بأقصى سرعة ممكنة ....
التنفيـــــــــــــــــــــــــــذ ،،،
بدأت العملية بالبحث عن جثة .. و كانت العقبة تتمثل فى وجوب أن تكون الجثة فى حوالى الثلاثين لشاب رياضى مات بسبب أمتلاء رئتيه بالماء.. حيث أن الغريق لابد أن تمتلئ رئتيه بالماء - مما يسبب الوفاة -.
و بمعاونة قسم مختص به عدد من الأطباء ...بدأ البحث .. و عثروا عللى بُغيتهم .
شاب رياضى فى الثلاثين توفى أثر أصابته بالتهاب رئوى حــاد مما أدى إلى أرتشاح فى الرئة ...و كان ذلك كافياً لخداع الطب الشرعى فى ذلك الوقت ..
بدأت عمليات الاتصال فوراً بأسرة المتوفى .. ألتقى بهم مندوب المخابرات سراً ليطلب منهم النازل عن جثة أبنهم، و كل ماقاله المندوب رداً على أى أسئلة ، بمنتهى الحزم ، بأن ذلك لصالح الوطن فى حربها ضد النازية ..
و كان هذا يكفى ؛ ليمنحه الجميع موافقتهم ، بشرط واحد فقط ...
ألا يتم ذكر اسم ابنهم الحقيقى أبداً ...
و لهذا حملت الجثة منذ تلك اللحظة اسم الماجور (ويليام مارتين) ، حتى اليوم ،
كانت الوثائق هى الخطوة التالية و الأستراتيجية .. للإيحاء بأن الجثة حقيقية ..
ففى البداية كان ينبغى عمـل بطاقة هوية حقيقية للماجور ، و تم لذلك ألتقاط أكثر من مائتى صورة لوجه صاحب الجثة و لكن جاءت النتائج مخيبة على الرغم مما فعله خبراء المكياج و التنكر ..
و لهذا بدأ البحث عن صورة تشبه الماجور .. و بالفعل وجد الرجال صوره لمجند بحرى تشبه لحد كبير وجه الماجور (مارتين) و بكثير من ابراعة تحولت لصورة الماجور التى حوتها هويته العسكرية ..
و وضع فى الحافظة كشف لحساب بنكى يوضح بأن حسابه مكشوف بمبلغ 80 جنيه دليلا على طبيعته المبذرة ..
و لأن شباب الضباط كان لهم الكثير من العلاقات العاطفية ، فقد صنعت المخابرات صديقة وهمية جذابة ؛ منحوها أسم (بـــام) و وضعوا صورة لها فى حافظته و عليها أهداء رومانسى ، كما وضعوا رسالتين بجيبه تم فتحهما وطيهما مرات عدة حتى توحى بأنه قد قرأهما مرات عدة ، كما وضعوا فى جيبه فاتورة بمبلغ خمسة عشر جنيهاً ، لشــراء خاتم الخطبة من محلات (بيرل) و تذاكر أتوبيس مستعملة ، و بعض المفاتيح فى سلسلة بسيطة حُفر عليها أسمه و نصفى بطاقتى مسرح ، تحملان تاريخ 20 أبريل للإيحاء بأنه أصطحب خطيبته إلى هناك ..
و فى النهاية وضعوا فى يد الجاسوس ساعة (أوميجا) لتناسب دخله و عمره و طبيعته المبذرة ...
ثم أضافوا إلى كل هذا رسالة من رئيس الأركان إلى الجنرال (ألكسندر)قائد الجيش الثامن عشر الأفريقى تحوى الأسباب شبه الرسمية ، التى تحول دون حصول (ألكسندر) على الموافقة على خطة أقترحها و بدون أشارة صريحة أشار إلى خطة تتعلق بغزو صقلية ..
بجانب مذكرة للأميرال السير (كوبنجهام) ، القائد الأعلى فى البحر المتوسط من اللور (لويس مونتنباتن) لشرح مهمةالماجور (مارتين) و فة نهاية الأشارة تمنى عودة الماجور إلى سردينيا لرغبتهم الشديدة فى الحصول عليه - كنوع من شفرة لتوجيه الغزو ل سردينيا ...
على الجانب الآخـــــــــــر ،،
فى السادسة مساءاً من يوم 19 أبريل 1943 تحركت الغواصة (ســـارف) حاملة الماجور(ويليام مارتين) ، داخل تابوت ممتلئ بالثلج ..
استغرقت الرحلة عشرة أيام للاقتراب للشواطئ الاسبانية دون أن يشتبه بها العدو ... فوصلت إلى هدفها على بعد كيلو متر و نصف من الشاطئ ..
و فى الرابعة و النصف يوم 29 أبريل أٌخرج التابوت إلى سطح الغواصة و تم إلباس الجثة سترة نجاة خاصة بالطائرات تحمل أسم (مــارى ويست) للايحاء بسقوط طائرة ما ..
و فى صباح اليوم التالى وجد الجثة صياد أسبانى ، و تم إبلاغ السلطات الأسبانية لتشريح الجثة و تحديد سبب الوفــــاة ..
و فى سرية تامة تم تسريب الخبر إلى الألمان ، الذين أسرعوا لفحص الجثة نظراً للزى العسكرى ....
ماذا حدث للماجور (ويليام مارتين) ؟؟
هل أنطلت الخدعة على خبراء الجبستابو ؟؟
أقــــــــــــــــــــــــــــرأوا العــــــــــدد القــــــادم
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
الحلقة الثانية (الجاسوس الميت)
بالرغم من كل مايدور إلا أن السفارة البريطانية لم تتدخل قط ، نظراً لأنه لم يرد إليها أى خبر رسمى ...
و قام طبيبان أسبانى و ألمانى بتشريح جثة الماجور (مارتين) .و جاء التقرير بتوقيع الطبيب الأسبانى وحده بالطبع لأعلان أن سبب الوفاة هو الغرق ....
و 2 مايو ، تسلم القنصل البريطانى الجثة ، و قام بدفنها فى مقبرة مدين (هولجا) الأسبانية بالمراسم الرسمية و العسكرية ...
و كان رجال المخابرات الألملنية قد حصلوا على نسخة من كل ورقة حملها الماجور (مارتين) ، و حتى تذاكر الأتوبيس و خطابى صديقته (بـــام) ...
تجلت عبقرية المخابرات البريطانية ، عندما تلقى القنصل البريطانى برقية مشفرة -بشفرة قديمة - فى 4 مايو من لندن ، تقول : أن الماجور (مارتين) بخلاف القواعد و التعليمات المعتادة و لظروف غير تقليدية كان يحمل بعض الوثائق و الأوراق السرية ، التى ينبغى إبلاغ الحكومة الأسبانية المحايدة بضرورة أعادتها للأهمية البالغة ...
و وقع الألمان فى الفخ ...اما الأسبان ، فقد أعادوا كل الأوراق إلى البريطانين ، داخل مظروف مغلق و مختوم بالشمع الأحمر بخاتم المخابرات الأسبانية ، مؤكدين عدم أطلاع أى أحد أن كل الأوراق كانت محفوظة فى مكان أمين ..
أسرع الألمان يدرسون الأمر و يعيدون فحص كل الأوراق و المستندات .. بل أمتد الأمر إلى دراسة الموقف كله ...
و واصلت المخابرات البريطانية اللعبة ...
بأرسال لوح رخامي لوضعهاعلى قبر (مارتين) و أرسلت الجالية البريطانية أكليل من الزهور..
و كختام للخدعة ...
تم أدرج اسم الماجور فى الركن المخصص لقتلى الحرب فى جريدة (التايمز) .
و رفع الأامان الأمر لهتلر و الادميرال (كارل دوينتز) لاتخاذ قرار بهذا الشأن ..
فحتى هتلر بعد أطلاعه على الوثائق ، أكد أن هجوم الحلفاء الرئيسى سيتجه إلى (سردينيا) فى اليونان و ليس إلى (صقلية) ...
و قام الألمان بنقل فرقة كاملة من الدبابات ، من فرنسا لى اليونان ، للدفاع عن طريق المواصلات و الموانئ التى جاء ذكرها فى وثائق (مارتين) ....و تم تثبيت عددا من الألغامبعرض الساحل اليونانى ، و نصب عليه الألمانمدفعية ساحلية قوية ، و نظمت دوريات بحرية ليلاً و نهاراً من قاذفات الطوربيد ...
ثم كان الخطأ الأكبر ، عندما نقل الألمان أسطول الزوارق البحرية السريعة من (صقلية) إلى (اليونان) فى أواخر يونيو .
و بينما انشغل الألمان فى مراقبة (مضيق جبل طارق) الذى توقعوا أن يأتى الهجوم منه ، فى حين أنقض الحلفاء على غرة على (صقلية) كالإعصار...
و كان لنقل الأسطول السبب فى إحداث ثغرة ضخمة عبرت منها قوات الحلفاء إلى النصر ...
و كانت المفاجأة المذهلـــــــــــــة للألمان !!!!
أما (أدولف هتلر) فقد بلغ غضبه ذروته و راح يصب كل هذا على رءوس كل من أتخذ قراراً فى هذا الأمر متناسياً أنه صاحب القرار الحاسم .
كـــل هذا و لم يخطر ببال أى قائد ألمانى أن كل ما دٌبر كان خدعة من المخابرات البريطانية...
و لم تظهر تلك الحقيقة إلا بعد أنتهاء الحرب تماماً و سقوط الرايخ الثالث ....
و بدأ التفاخر ...
فظهر للعالم دور البطـل الماجور (ويليام مارتين) الذى بدأ عمله بالمخابرات ميتاً ........
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
و قام طبيبان أسبانى و ألمانى بتشريح جثة الماجور (مارتين) .و جاء التقرير بتوقيع الطبيب الأسبانى وحده بالطبع لأعلان أن سبب الوفاة هو الغرق ....
و 2 مايو ، تسلم القنصل البريطانى الجثة ، و قام بدفنها فى مقبرة مدين (هولجا) الأسبانية بالمراسم الرسمية و العسكرية ...
و كان رجال المخابرات الألملنية قد حصلوا على نسخة من كل ورقة حملها الماجور (مارتين) ، و حتى تذاكر الأتوبيس و خطابى صديقته (بـــام) ...
تجلت عبقرية المخابرات البريطانية ، عندما تلقى القنصل البريطانى برقية مشفرة -بشفرة قديمة - فى 4 مايو من لندن ، تقول : أن الماجور (مارتين) بخلاف القواعد و التعليمات المعتادة و لظروف غير تقليدية كان يحمل بعض الوثائق و الأوراق السرية ، التى ينبغى إبلاغ الحكومة الأسبانية المحايدة بضرورة أعادتها للأهمية البالغة ...
و وقع الألمان فى الفخ ...اما الأسبان ، فقد أعادوا كل الأوراق إلى البريطانين ، داخل مظروف مغلق و مختوم بالشمع الأحمر بخاتم المخابرات الأسبانية ، مؤكدين عدم أطلاع أى أحد أن كل الأوراق كانت محفوظة فى مكان أمين ..
أسرع الألمان يدرسون الأمر و يعيدون فحص كل الأوراق و المستندات .. بل أمتد الأمر إلى دراسة الموقف كله ...
و واصلت المخابرات البريطانية اللعبة ...
بأرسال لوح رخامي لوضعهاعلى قبر (مارتين) و أرسلت الجالية البريطانية أكليل من الزهور..
و كختام للخدعة ...
تم أدرج اسم الماجور فى الركن المخصص لقتلى الحرب فى جريدة (التايمز) .
و رفع الأامان الأمر لهتلر و الادميرال (كارل دوينتز) لاتخاذ قرار بهذا الشأن ..
فحتى هتلر بعد أطلاعه على الوثائق ، أكد أن هجوم الحلفاء الرئيسى سيتجه إلى (سردينيا) فى اليونان و ليس إلى (صقلية) ...
و قام الألمان بنقل فرقة كاملة من الدبابات ، من فرنسا لى اليونان ، للدفاع عن طريق المواصلات و الموانئ التى جاء ذكرها فى وثائق (مارتين) ....و تم تثبيت عددا من الألغامبعرض الساحل اليونانى ، و نصب عليه الألمانمدفعية ساحلية قوية ، و نظمت دوريات بحرية ليلاً و نهاراً من قاذفات الطوربيد ...
ثم كان الخطأ الأكبر ، عندما نقل الألمان أسطول الزوارق البحرية السريعة من (صقلية) إلى (اليونان) فى أواخر يونيو .
و بينما انشغل الألمان فى مراقبة (مضيق جبل طارق) الذى توقعوا أن يأتى الهجوم منه ، فى حين أنقض الحلفاء على غرة على (صقلية) كالإعصار...
و كان لنقل الأسطول السبب فى إحداث ثغرة ضخمة عبرت منها قوات الحلفاء إلى النصر ...
و كانت المفاجأة المذهلـــــــــــــة للألمان !!!!
أما (أدولف هتلر) فقد بلغ غضبه ذروته و راح يصب كل هذا على رءوس كل من أتخذ قراراً فى هذا الأمر متناسياً أنه صاحب القرار الحاسم .
كـــل هذا و لم يخطر ببال أى قائد ألمانى أن كل ما دٌبر كان خدعة من المخابرات البريطانية...
و لم تظهر تلك الحقيقة إلا بعد أنتهاء الحرب تماماً و سقوط الرايخ الثالث ....
و بدأ التفاخر ...
فظهر للعالم دور البطـل الماجور (ويليام مارتين) الذى بدأ عمله بالمخابرات ميتاً ........
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
:shock:
مواضيعك مميزة جدا ياموني
ومحتاجة تركييييييييز جااااامد
جادة ودسمة
قصة شيقة
بس مين الكاتب؟
مواضيعك مميزة جدا ياموني
ومحتاجة تركييييييييز جااااامد
جادة ودسمة
قصة شيقة
بس مين الكاتب؟
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
القصة حقيقية ....
المصدر الأساسى بتاعها ... من سلسلة حرب الجواسيس ...
ل د. نبيل فاروق...
بالأضافة لبعض المواقع المتخصصة فى قصص الجاسوسية ..
المصدر الأساسى بتاعها ... من سلسلة حرب الجواسيس ...
ل د. نبيل فاروق...
بالأضافة لبعض المواقع المتخصصة فى قصص الجاسوسية ..
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
عشت زخرا للمنتدى يا مونى
twolights- observer
- عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
الحلقة الثالتة ( الصعود إلي الهاوية )
منذ أن كتب الأستاذ صالح مرسي قصة "عبلة كامل" في فيلم "الصعود إلى الهاوية" وصورة هذه الخائنة مرتسمة بخيالنا... وحفظنا تفاصيل تجنيدها وخيانتها حتى سقطت في قبضة المخابرات المصرية هي وخطيبها.
والجديد هنا في قصة عبلة كامل... أو "هبة سليم" الحقيقية... معلومات جديدة تماماً أعلن عنها مؤخراً .. وكانت خافية حتى بضع سنوات خلت ... كشفت النقاب عن شريكها الضابط العسكري المقدم فاروق الفقي.
إنها قصة مثيرة وعجيبة... قصة أول جاسوسة عربية استُغلت أديولوجياً... وعملت لصالح الموساد ليس لأجل المال أو الجاه أو أي شيء سوى الوهم... الوهم فقط...فكانت بذلك أول حالة شاذة لم تماثلها حالة أخرى من قبل ... أو بعد... !!
حقائق ثابتة
لم تدخر المخابرات الإسرائيلية وسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلا وجربتها. وأيضاً – لم تعتمد على فئة معينة من الخونة ... بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال .. حرام، وأشهر هؤلاء على الإطلاق – هبة عبد الرحمن سليم عامر – وخطيبها المقدم فاروق عبد الحميد الفقي.
إنها إحدى أشرس المعارك بين المخابرات الحربية المصرية والمخابرات الإسرائيلية. معركة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة، انتصرت فيها المخابرات المصرية في النهاية. وأفقدت العدو توازنه، وبرهنت على يقظة هؤلاء الأبطال الذين يحاربون في الخفاء من اجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
لقد بكت غولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها... كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الامريكي.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة... إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد من سيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم ...إلى الأبد.
آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم.
البدايــــــــــــــــة .....
ولأنها تعيش في حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي "الجزيرة" – أشهر نوادي القاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات، وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع... إلا أن هبة انخرطت في "جروب" من شلة أولاد الذوات تسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي.
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .
لكنه لم يكن بقدرته تحمل التكاليف المادية ، فدخلت كلية الأداب قسم اللغة الفرنسية و التى درستها منذ طفولتها لتساير المجتمع الذى تعيش به ، و تفوقت حتى حصلت على منحة للحصول على الدكتوراه من السوربون - أعرق الجامعات الفرنسية - .
بدايــــــــــــــــــــــة النهاية
وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور.
ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها... إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير ... وفي اختيار المواد الدراسية... بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب... بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.
جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت إلى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية... ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها.
لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في "الكيبوتز" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.
وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك... استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.
آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزال الشعارات إلى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطية كاذبة وعبادة للحاكم.
وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها... وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.
هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية.
الشك المجنون
كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد .. دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية "أصدقائها" وإنقاذهم من أي خطر يتعرضون له في أي مكان في العالم.
هكذا عاشت الفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟ الحياة في أوروبا أنستها هواء الوطن...وأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية...وبرج القاهرة الذي بناه عبد الناصر من أموال المخابرات الأمريكية التي سخرتها لاغتياله.
فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، ولا يكف عن تحين الفرصة للانفراد بها...وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها. لقد ملت كثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما أن تنفجر فيه غيظاً في التليفون... وذلك عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهو يرجوها أن تحس به. مئات المرات قال لها: "أعبدك .. أحبك .. أهواك يا صغيرتي". ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده.
تذكرت هبة هذا الضابط الولهان، وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية، وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه...كاد أن يطير بها فرحاً، ورسم لها خطة اصطياده.
وفي أول أجازة لها بمصر... كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده.. وبأي ثمن، وكان الثمن خطبتها له. وفرح الضابط العاشق بعروسه الرائعة التي فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية... وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا... فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.
أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات إلى باريس بما لديها من معلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم.. اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف. وبدأوا في توجيهها الى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة... وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، والمواقع التبادلية المقترحة.
وسافرت هبة إلى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات... دونت بها معلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الاسرائيلية. فماذا سيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة؟
سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد إلى الفتاة .. مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس. رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر الى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس. كانت الوعود الراقة تنتظرها في حالة ما إذا جندت خطيبها ليمدهم بالأسرار العسكرية التي تمكنهم من اكتشاف نوايا المصريين تجاههم.
لم يكن المقدم فاروق الفقي بحاجة إلى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعشش بقلبه وتستحوذ على عقله.. ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء سخرها لخدمة إرادة حبيبته. وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 الى صحراء الهرم.. كان خجولاً لفرط جرأتها معه
وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الشهوة ، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية.. موضحاً عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات... التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الاسرائيلية.
لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية، أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات.
تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية... بوجود عميل "عسكري" قام بتسريب معلومات سرية جداً الى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع.
يقول السفير عيسى سراج الدين سفير مصر في كوبنهاجن، ووكيل وزارة الخارجية بعد ذلك:
"اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة إلى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكليفية التي تصل بها هذه المعلومات إلى الخارج. كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة. وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم.
ثم أدخل موظفو مكاتبهم في دائرة الرقابة... ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم .. وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرت رتبته".
وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس. وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها. وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنها خلقت لتعيش في أوروبا، وتكره مجرد مرور خاطرة سريعة تذكرها بمصريتها.
لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، وتهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة إلى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة: "طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي. وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول.
وفي مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة، وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو. واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)، وعندما عرضوا تلبية كل "أوامري"... طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية... وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني اليهم قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين".
وبعد عدة أيام عدت إلى باريس... وكنت لا أصدق أن هذه الجنة "إسرائيل" يتربص بها العرب ليدمروها!!.
.
والجديد هنا في قصة عبلة كامل... أو "هبة سليم" الحقيقية... معلومات جديدة تماماً أعلن عنها مؤخراً .. وكانت خافية حتى بضع سنوات خلت ... كشفت النقاب عن شريكها الضابط العسكري المقدم فاروق الفقي.
إنها قصة مثيرة وعجيبة... قصة أول جاسوسة عربية استُغلت أديولوجياً... وعملت لصالح الموساد ليس لأجل المال أو الجاه أو أي شيء سوى الوهم... الوهم فقط...فكانت بذلك أول حالة شاذة لم تماثلها حالة أخرى من قبل ... أو بعد... !!
حقائق ثابتة
لم تدخر المخابرات الإسرائيلية وسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلا وجربتها. وأيضاً – لم تعتمد على فئة معينة من الخونة ... بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال .. حرام، وأشهر هؤلاء على الإطلاق – هبة عبد الرحمن سليم عامر – وخطيبها المقدم فاروق عبد الحميد الفقي.
إنها إحدى أشرس المعارك بين المخابرات الحربية المصرية والمخابرات الإسرائيلية. معركة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة، انتصرت فيها المخابرات المصرية في النهاية. وأفقدت العدو توازنه، وبرهنت على يقظة هؤلاء الأبطال الذين يحاربون في الخفاء من اجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
لقد بكت غولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها... كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الامريكي.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة... إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد من سيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم ...إلى الأبد.
آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم.
البدايــــــــــــــــة .....
ولأنها تعيش في حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي "الجزيرة" – أشهر نوادي القاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات، وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع... إلا أن هبة انخرطت في "جروب" من شلة أولاد الذوات تسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي.
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .
لكنه لم يكن بقدرته تحمل التكاليف المادية ، فدخلت كلية الأداب قسم اللغة الفرنسية و التى درستها منذ طفولتها لتساير المجتمع الذى تعيش به ، و تفوقت حتى حصلت على منحة للحصول على الدكتوراه من السوربون - أعرق الجامعات الفرنسية - .
بدايــــــــــــــــــــــة النهاية
وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور.
ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها... إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير ... وفي اختيار المواد الدراسية... بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب... بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.
جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت إلى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية... ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها.
لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في "الكيبوتز" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.
وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك... استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.
آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزال الشعارات إلى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطية كاذبة وعبادة للحاكم.
وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها... وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.
هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية.
الشك المجنون
كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد .. دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية "أصدقائها" وإنقاذهم من أي خطر يتعرضون له في أي مكان في العالم.
هكذا عاشت الفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟ الحياة في أوروبا أنستها هواء الوطن...وأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية...وبرج القاهرة الذي بناه عبد الناصر من أموال المخابرات الأمريكية التي سخرتها لاغتياله.
فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، ولا يكف عن تحين الفرصة للانفراد بها...وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها. لقد ملت كثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما أن تنفجر فيه غيظاً في التليفون... وذلك عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهو يرجوها أن تحس به. مئات المرات قال لها: "أعبدك .. أحبك .. أهواك يا صغيرتي". ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده.
تذكرت هبة هذا الضابط الولهان، وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية، وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه...كاد أن يطير بها فرحاً، ورسم لها خطة اصطياده.
وفي أول أجازة لها بمصر... كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده.. وبأي ثمن، وكان الثمن خطبتها له. وفرح الضابط العاشق بعروسه الرائعة التي فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية... وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا... فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.
أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات إلى باريس بما لديها من معلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم.. اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف. وبدأوا في توجيهها الى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة... وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، والمواقع التبادلية المقترحة.
وسافرت هبة إلى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات... دونت بها معلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الاسرائيلية. فماذا سيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة؟
سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد إلى الفتاة .. مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس. رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر الى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس. كانت الوعود الراقة تنتظرها في حالة ما إذا جندت خطيبها ليمدهم بالأسرار العسكرية التي تمكنهم من اكتشاف نوايا المصريين تجاههم.
لم يكن المقدم فاروق الفقي بحاجة إلى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعشش بقلبه وتستحوذ على عقله.. ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء سخرها لخدمة إرادة حبيبته. وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 الى صحراء الهرم.. كان خجولاً لفرط جرأتها معه
وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الشهوة ، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية.. موضحاً عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات... التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الاسرائيلية.
لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية، أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات.
تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية... بوجود عميل "عسكري" قام بتسريب معلومات سرية جداً الى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع.
يقول السفير عيسى سراج الدين سفير مصر في كوبنهاجن، ووكيل وزارة الخارجية بعد ذلك:
"اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة إلى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكليفية التي تصل بها هذه المعلومات إلى الخارج. كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة. وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم.
ثم أدخل موظفو مكاتبهم في دائرة الرقابة... ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم .. وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرت رتبته".
وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس. وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها. وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنها خلقت لتعيش في أوروبا، وتكره مجرد مرور خاطرة سريعة تذكرها بمصريتها.
لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، وتهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة إلى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة: "طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي. وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول.
وفي مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة، وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو. واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)، وعندما عرضوا تلبية كل "أوامري"... طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية... وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني اليهم قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين".
وبعد عدة أيام عدت إلى باريس... وكنت لا أصدق أن هذه الجنة "إسرائيل" يتربص بها العرب ليدمروها!!.
.
عدل سابقا من قبل dr_mony_2010 في 18/8/2008, 12:04 am عدل 1 مرات
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
الحلقة الرابعة ( الصعود إلي الهاوية )
سفر بلا عودة
وفي القاهرة ... كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، إلى أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياً مرسلاً إلى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسال والاستقبال.
وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط في الحال باللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة... فقام بإبلاغ الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام بدوره بإبلاغ الرئيس السادات.
حيث تبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي، وكان يعمل وقتها مديراً لمكتب أحد القيادات الهامة في الجيش، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في منظمة سيناء
وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة.
وعندما اجتمع اللواء فؤاد نصار بقائد الضابط الخائن... "قيل بعد ذلك أنه ضابط كبير له دور معروف في حرب أكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حول الثغرة"... رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدم فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد.
وعندما دخل الخائن إلى مكتبه.. كان اللواء حسن عبد الغني نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟".
وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات الثمينة التي قدمها للعدو.
وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو.
وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابط الدفاعات الهامة.
وفي سرية تامة ... قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص.. واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات الإسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه. فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به.
ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى "إدارة" الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور استراتيجية مهمة بعد ذلك.
لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته.. وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة إلى القاهرة بهدوء.. لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل.
المصيــــــــــــــــــــــــــدة
وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة... و كان الجميع يعلم مدى ارتباطها بوالدها فاتفقوا على أن يكون هو الطعم .
وعهد إلى اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر بالتوجه إلى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها ... وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية. وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية.
أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته... فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس... حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار... وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.
ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها... فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية. وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط.
وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر إلى باريس لصعوبة حالته... صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الإسرائيليان إلى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية...
فسألتهما: إحنا رايحين فين؟
فرد أحدهما: المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هو فين؟.
فقال لها: في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتم مين؟
فقال اللواء حسن عبد الغني: إحنا المخابرات المصرية.
وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية.
لقد تعاونت شرطة المطار الليبي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية...وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
وبلا شك... فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلها تتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غير قادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة.
وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولة بالتفصيل... منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيام قليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدم قدرتهم على إنقاذها.
فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة قد أربكت العدو أشلته... لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية... والمعونات... وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين .
لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الإسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الإسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة... إلى أن وصلت المعونات الامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويش حديثة.
لا أحد يعرف
تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم... وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله... لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب.
لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها.. وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض.
وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم... عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر.. وحملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب. وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها.. إلى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام. فنظر إلى كيسنجر قائلاً: "تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!".
دهش كيسنجر وسأل الرئيس: "متى.. ؟"
ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: "النهاردة".
وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل.
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته.. خاصة والحرب وشيكة...اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية...وما يتبع في مثل هذه الأحوال... فقد رفع طلبه إلى وزير الدفاع "الحربية" الذي عرض الأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة" فوافق فوراً ودون تردد.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن... لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء... يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرت عليهما في مكتب واحد... تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل... وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد... الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين.. وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء..
لا أحد يعرف ماذا قال القائد له... وماذا كان رد الضابط عليه... لا أحد يعرف.
هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟... . لا أحد يعرف.
لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه... وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتي عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة إعدام
وفي القاهرة ... كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، إلى أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياً مرسلاً إلى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسال والاستقبال.
وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط في الحال باللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة... فقام بإبلاغ الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام بدوره بإبلاغ الرئيس السادات.
حيث تبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي، وكان يعمل وقتها مديراً لمكتب أحد القيادات الهامة في الجيش، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في منظمة سيناء
وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة.
وعندما اجتمع اللواء فؤاد نصار بقائد الضابط الخائن... "قيل بعد ذلك أنه ضابط كبير له دور معروف في حرب أكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حول الثغرة"... رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدم فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد.
وعندما دخل الخائن إلى مكتبه.. كان اللواء حسن عبد الغني نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟".
وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات الثمينة التي قدمها للعدو.
وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو.
وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابط الدفاعات الهامة.
وفي سرية تامة ... قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص.. واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات الإسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه. فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به.
ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى "إدارة" الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور استراتيجية مهمة بعد ذلك.
لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته.. وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة إلى القاهرة بهدوء.. لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل.
المصيــــــــــــــــــــــــــدة
وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة... و كان الجميع يعلم مدى ارتباطها بوالدها فاتفقوا على أن يكون هو الطعم .
وعهد إلى اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر بالتوجه إلى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها ... وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية. وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية.
أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته... فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس... حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار... وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.
ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها... فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية. وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط.
وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر إلى باريس لصعوبة حالته... صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الإسرائيليان إلى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية...
فسألتهما: إحنا رايحين فين؟
فرد أحدهما: المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هو فين؟.
فقال لها: في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتم مين؟
فقال اللواء حسن عبد الغني: إحنا المخابرات المصرية.
وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية.
لقد تعاونت شرطة المطار الليبي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية...وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
وبلا شك... فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلها تتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غير قادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة.
وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولة بالتفصيل... منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيام قليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدم قدرتهم على إنقاذها.
فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة قد أربكت العدو أشلته... لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية... والمعونات... وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين .
لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الإسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الإسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة... إلى أن وصلت المعونات الامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويش حديثة.
لا أحد يعرف
تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم... وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله... لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب.
لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها.. وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض.
وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم... عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر.. وحملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب. وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها.. إلى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام. فنظر إلى كيسنجر قائلاً: "تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!".
دهش كيسنجر وسأل الرئيس: "متى.. ؟"
ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: "النهاردة".
وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل.
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته.. خاصة والحرب وشيكة...اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية...وما يتبع في مثل هذه الأحوال... فقد رفع طلبه إلى وزير الدفاع "الحربية" الذي عرض الأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة" فوافق فوراً ودون تردد.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن... لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء... يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرت عليهما في مكتب واحد... تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل... وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد... الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين.. وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء..
لا أحد يعرف ماذا قال القائد له... وماذا كان رد الضابط عليه... لا أحد يعرف.
هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟... . لا أحد يعرف.
لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه... وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتي عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة إعدام
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
فينك يا موني من زمان
هثبت القصة لانها حلقات
يعني ايه؟
قصة رااااائعة
شكرا يا موني
خطة المخابرات دقيقة ومحكمة
في ظابط محترم يعمل كده؟
تحيا مصر ياعم[/b]
هثبت القصة لانها حلقات
هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية.
يعني ايه؟
قصة رااااائعة
شكرا يا موني
خطة المخابرات دقيقة ومحكمة
[b]جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟
في ظابط محترم يعمل كده؟
تحيا مصر ياعم[/b]
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
ميرسى يا أمالجم ع التثبيت ...
بالنسبة لكلمة أيديولوجيا معناها مجموعة من الأفكار بتشكل طريقة لرؤية القضايا أو الأمور اليومية
و ممكن تتعرف على أنها تأثير مجموعة من المجتمع على رأى الأغلبيبة فالأيديولوجيا علم بيحاول تفسير التأثير ده على أساس دينى أو أقتصادى أو سياسى
أو بطريقة تانية ممكن نقول أنها رؤية الواقع بطريقة معكوسة أو على الأصح أنك بتحاولى تفهمى الموضوع بطريقة مغايرة للواقع ....
معنى الجملة كلها أن هبة كانت شايفة أن أسرائيل لن تهزم أبداً ، و أن من الأحسن لها أنها تكون مع الأقوى - دا حسب تفكرها -
بالنسبة للضابط ... الخيانة ممكن تكون فى أى أنسان بغض النظر عن المهنة أو الدين
بعنى انت أكيد عارفة حادثة " بيرل هاربر " ...
بس أنت تعرفى أن الجاسوس اللى كان السبب فى الكارثة دى - بسبب عدم التدريب الكافى من قبل المخابرات اليابانية - كان طبيب أسنان على أحد البوارج الحربية الأمريكية ..
بالنسبة لكلمة أيديولوجيا معناها مجموعة من الأفكار بتشكل طريقة لرؤية القضايا أو الأمور اليومية
و ممكن تتعرف على أنها تأثير مجموعة من المجتمع على رأى الأغلبيبة فالأيديولوجيا علم بيحاول تفسير التأثير ده على أساس دينى أو أقتصادى أو سياسى
أو بطريقة تانية ممكن نقول أنها رؤية الواقع بطريقة معكوسة أو على الأصح أنك بتحاولى تفهمى الموضوع بطريقة مغايرة للواقع ....
معنى الجملة كلها أن هبة كانت شايفة أن أسرائيل لن تهزم أبداً ، و أن من الأحسن لها أنها تكون مع الأقوى - دا حسب تفكرها -
بالنسبة للضابط ... الخيانة ممكن تكون فى أى أنسان بغض النظر عن المهنة أو الدين
بعنى انت أكيد عارفة حادثة " بيرل هاربر " ...
بس أنت تعرفى أن الجاسوس اللى كان السبب فى الكارثة دى - بسبب عدم التدريب الكافى من قبل المخابرات اليابانية - كان طبيب أسنان على أحد البوارج الحربية الأمريكية ..
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
شكرا موني للتوضيح
بخري نفسك يابنتي
ماشاء الله :lol!:
ودكتور سنان كمان؟؟؟
ياريت تجيبي قصته
انا كنت بتابع بعض قصص نبيل فاروق
بس مش فاكره اني قريت ده
بخري نفسك يابنتي
ماشاء الله :lol!:
لاوالنعمة معرفهبعنى انت أكيد عارفة حادثة " بيرل هاربر " ...
ودكتور سنان كمان؟؟؟
ياريت تجيبي قصته
انا كنت بتابع بعض قصص نبيل فاروق
بس مش فاكره اني قريت ده
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
لا القصة موجودة فى واحدة من الكتب
بس المعلومة دى عرفتها من ع النت ....
عامةً بيرل هاربر ميناء في هاواي هاجمته القوات اليابانية بصورة مفاجئة في 7 ديسمبر 1941، وهو حدث غير مجرى التاريخ وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأمريكيين و 68 من المدنيين واغراق أو أتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة.
تمحور الهجوم الذي شنته 353 طائرة حربية يابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر وعلى الطائرات الحربية الأمريكية الرابضة على الأرض. ولم يكن الأمريكيون مستعدون لهذا لأنهم كانوا قد عقدوا معاهدت سلام مع اليابان التي لم تعرها اليابان أي اهتمام.
إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا ، و إندونيسيا ، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".
بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، و جزر سليمان ، وبريطانيا الجديدة ، [وإيرلندا الجديدة،] و الفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
استيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيوجيما" و "أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة "منشوريا"
و انتهت الحرب العالمية رسميا باعلان اليابان استسلامها بعد اسقاط قنبلتى هيروشيما و نجازاكى
بس المعلومة دى عرفتها من ع النت ....
عامةً بيرل هاربر ميناء في هاواي هاجمته القوات اليابانية بصورة مفاجئة في 7 ديسمبر 1941، وهو حدث غير مجرى التاريخ وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأمريكيين و 68 من المدنيين واغراق أو أتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة.
تمحور الهجوم الذي شنته 353 طائرة حربية يابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر وعلى الطائرات الحربية الأمريكية الرابضة على الأرض. ولم يكن الأمريكيون مستعدون لهذا لأنهم كانوا قد عقدوا معاهدت سلام مع اليابان التي لم تعرها اليابان أي اهتمام.
إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا ، و إندونيسيا ، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".
بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، و جزر سليمان ، وبريطانيا الجديدة ، [وإيرلندا الجديدة،] و الفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
استيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيوجيما" و "أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة "منشوريا"
و انتهت الحرب العالمية رسميا باعلان اليابان استسلامها بعد اسقاط قنبلتى هيروشيما و نجازاكى
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
معلومات مهمة فعلا يا موني
شكرا
بس فين دكتور الاسنان الجاسوس؟؟؟
وايه علاقته بالحدث؟
شكرا
بس فين دكتور الاسنان الجاسوس؟؟؟
وايه علاقته بالحدث؟
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
معلش ... نسيت أكتب عن دكتور الأسنان ....
الجاسوس اليايانى ...كان طبيب أسنان يعمل على متن أحدى السفن بميناء بير ل هاربــر ...
تسبب هذا الجاسوس - نتيجة لعدم حرفيته - بأحداث كارثة غيرت كثيرا من معالم العالم ...
فهو كان لأم يابانية - و التى أعطته حبها و انتمائها لبلادها - و والد أمريكى - و الذى أعطاه ملامح غربية تماما ً -
فكان يرسل الوضع بالميناء وفقاً لآرائه ، حيث كان يرى ذلك التخاذل و الكسـل نوع منه التمويه لمفاجأة اليابان ....
فكان لرسائله الدافع الأكبر لكى تقذف اليابان ميناء " بيرل هاربر " و التى أدت إلى أستيقاظ الوحش الأمريكى الذى كان يرفض دخول الحرب ....
فاختل الميزان لصالح الحلفاء و سقط الرايخ الثالث ...
و انتهت الحرب رسميا بعد استسلام اليابان بعد اسقاط قنبتى هيروشيما و نجازاكى ...
الجاسوس اليايانى ...كان طبيب أسنان يعمل على متن أحدى السفن بميناء بير ل هاربــر ...
تسبب هذا الجاسوس - نتيجة لعدم حرفيته - بأحداث كارثة غيرت كثيرا من معالم العالم ...
فهو كان لأم يابانية - و التى أعطته حبها و انتمائها لبلادها - و والد أمريكى - و الذى أعطاه ملامح غربية تماما ً -
فكان يرسل الوضع بالميناء وفقاً لآرائه ، حيث كان يرى ذلك التخاذل و الكسـل نوع منه التمويه لمفاجأة اليابان ....
فكان لرسائله الدافع الأكبر لكى تقذف اليابان ميناء " بيرل هاربر " و التى أدت إلى أستيقاظ الوحش الأمريكى الذى كان يرفض دخول الحرب ....
فاختل الميزان لصالح الحلفاء و سقط الرايخ الثالث ...
و انتهت الحرب رسميا بعد استسلام اليابان بعد اسقاط قنبتى هيروشيما و نجازاكى ...
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
شكرا يا موني
دمتي ذخرا للمنتدى
دمتي ذخرا للمنتدى
amalgam- observer
- عدد الرسائل : 2553
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
موضوع جميل يامونى
بجد جميل جدا
بجد جميل جدا
tito- lev 2
- عدد الرسائل : 225
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 23/03/2008
رد: ...الجاســـــــــــــــــــــــــــــوس...
منورين يا جماعة الموضوع ...
أنا أسفة أنى متأخرة بس رمضان كريم
أنا أسفة أنى متأخرة بس رمضان كريم
dr_mony_2010- lev 3
- عدد الرسائل : 503
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى